مقدمة

إن الأطفال هم الضحايا الرئيسيون للنزاع المسلح. وهم مستهدفون كذلك استهدافا متزايدا  لاستخدامهم أدوات للنزاع..

 ولمعاناتهم  في صور عدة، في غمرة النزاع المسلح  وبعده، تجلياتها. فهم يقتلون أو يشوهون ويُيتمون ويختطفون ويحرمون من التعليم والرعاية الصحية ويتركون بعدها ليعانوا آثار جروح نفسية عميقة.

ويجند الأطفال  ويجبرون على كره الراشدين، فهم  مشردون مقتلعون من ديارهم وعرضة للأخطار.

وتواجه الفتيات أخطاراً إضافية، وبخاصة العنف والاستغلال الجنسيين. وجميع هذه الفئات من الأطفال هم ضحايا النزاع المسلح؛ وهم يستحقون الاهتمام والحماية من المجتمع الدولي.

فالأطفال أبرياء وضعفاء. وهم أقلد قدرة على التكيف مع النـزاع أو التعايش معه. ومع أنهم أقل المسؤولين عن النزاع، إلا أنهم الأكثر معاناة  مما يقع من تجاوزاته. والأطفال هم أمل كل مجتمع ومستقبله؛  وهلاكهم يعني هلاك المجتمع.

وفي تعارض صارخ مع التزامات المجتمع الدولي والتقدم الكبير الذي أحرز في جدول الأعمال الخاص بالأطفال والصراع المسلح، لم تزل الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال ترتكب بصورة مثيرة للجزع.

وتصدم الانتهاكات التي لم تزل ترتكب ضد الأطفال الضمير الإنساني وتلزمنا ب بالعمل. ‏وتعبر الكلمات التي ألقاها الأمين العام مؤخرا في مجلس الأمن عما يتحتم علينا جميعا  فعله:‏‏

’’علينا أن نبعث بإشارة قوية إلى العالم مفادها أن الذين يرتكبون جرائم مروعة ضد الأطفال في حالات الصراع سيحاكمون‘‘ (المصدر : بيان مجلس الأمن في النقاش المفتوح  بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة ، يوم 29 نيسان/أبريل 09 – S/PV.6114).إن حماية الأطفال في حالات النزاع المسلح تضع الأمم المتحدة والدول ‏الأعضاء في المنظمة على المحك. إنه نداء أخلاقي ، ويجدر به أن يعلى على السياسة. ‏فهو يتطلب مشاركة  جميع أصحاب المصلحة مشاركة مبتكرة بلا خوف‘‘ (المصدر: بيان مجلس الأمن في النقاش المفتوح بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، يوم 17 نيسان/أبريل 2008 – S/PV.5936).‏