عند المقارنة على مستوى أكثر من 60 سنة هي تاريخ الأمم المتحدة، فإن المفاهيم والتعريفات المتطورة باستمرار لحماية الطفل تمثل أمراً جديداً نسبياً. وشأن جميع المفاهيم الجديدة في المؤسسات المستقرة فإن حماية الطفل بحاجة إلى إدماجها بدقة ضمن جميع الجوانب ذات الصلة من برامج وأعمال الأمم المتحدة. وقد أُسندت إلى الممثلة الخاصة للأمين العام المسؤولية، من خلال العديد من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن مهمة العمل على تعميم مراعاة حماية الطفل ضمن جميع مجالات أعمال الأمم المتحدة.

التعميم في مجالات حفظ السلام والشؤون السياسية

يظل العاملون في الميدان، على مستوى مناطق النزاعات وما بعد النزاعات، هم الأفضل من حيث إمكانية حماية العناصر الأشد استضعافا. ومن خلال حماية الأطفال الذين ذاقوا مرارة العنف طيلة حياتهم يستطيع حفظة السلام أن يحطِّموا حلقة العنف وأن يرسوا الأُسس اللازمة من أجل سلام دائم. وقد تصدى مجلس الأمن لهذه القضية منذ عام 1999 وأدرجت مسألة حماية الأطفال في النزاعات ضمن ولايات عمليات حفظ السلام منذ عام 2001. وفي هذه السنوات العشر الأخيرة ساعدت عمليات حفظ السلام على إطلاق سراح الآلاف من الأطفال الجنود فضلاً عن الدعوة لإجراء إصلاح تشريعي في هذا المجال. كما أن حفظة السلام، سواء من الموظفين المدنيين أو الجنود، لديهم دور محدد ومهم يضطلعون به في هذا المضمار. ويعمل مستشارو حماية الطفل على استرعاء اهتمام الممثلة الخاصة إزاء ما يقع من انتهاكات ضد الأطفال حيث يقومون بجمع وتحقيق البيانات من أجل إدراجها في تقرير الأمين العام السنوي الصادر بشأن الأطفال والنزاع المسلح، وهم يضعون خطط العمل مع الجماعات والقوات المسلحة من أجل الإفراج عن الأطفال. كما يعمل موظفو الشؤون القانونية مع السكان المحليين بما يكفل إدراج حماية الأطفال ضمن التشريعات الوطنية.

التعميم ضمن منظومة الأمم المتحدة

كثير من الوكالات والصناديق والبرامج، ومنها مثلاً اليونيسيف، ومفوضية حقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة العمل الدولية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وصندوق الأمم المتحدة للسكان وغيرها تعد في موقع فعال بالنسبة للمساهمة في حماية الأطفال بما في ذلك رصد الانتهاكات التي تقع بحق الأطفال والإبلاغ عنها، فضلاً عن تهيئة عمليات إعادة الدمج وإعادة التأهيل للأطفال الجنود السابقين.