المهام

لقد نتج عن الجهود التعاونية بين مكتب
الممثلة الخاصة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وكيانات الأمم المتحدة
الأخرى، إضافة إلى الدول الأعضاء، والمنظمات الإقليمية، والمنظمات غير الحكومية،
ومجموعات المجتمع المدني الأخرى، تقدم كبير وأعمال هامة ونتائج ملموسة بالنسبة
للأطفال.

ويشمل هذا التقدم زيادة الإدراك العالمي للمسائل المتعلقة بالأطفال
المتضررين بالصراع المسلح؛ وتطوير وتعزيز
القواعد والمعايير الدولية المتعلقة بحماية الأطفال؛ والتركيز المستمر
وإعطاء الأولوية لهذه المسألة من قبل الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان؛
وإدراج الأطفال والصراع المسلح على جدول أعمال السلم والأمن الدوليين عن
طريق الإشراك المنهجي لمجلس الأمن؛
وتعمِّق تعميم مسألة الأطفال والصراع المسلح في منظومة الأمم المتحدة عبر

الدعوة المنسقة.

‏ وعن طريق تطبيق القواعد والمعايير الدولية وإنفاذها، أُرسيت سوابق
مهمة في مجال ‏مكافحة الإفلات من
العقاب وتحقيق مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال أمام
المحاكم الوطنية كما في جمهورية الكونغو الديمقراطية،
والمحاكم الدولية، بما في ذلك
المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الخاصة لسيراليون.

وتضافرت القوة التي اتسمت بها العملية الاستباقية التي اضطلع بها مجلس
الأمن مع تطبيق المعايير الدولية ليعززا
بشكل كبير العمل الذي ‏اضطلع به الدعاة في مجال حماية الطفل. وأثناء
السنوات الثلاث الأخيرة، تمخّض الحوار الذي جرى على الصعيد السياسي في إطار
جهود الدعوة المبذولة ‏لحماية الطفل عن نتائج ملموسة تجسّدت في التزامات
تعهّد بها أطراف النـزاع، والتي تُرجمت ‏أيضاً إلى نتائج محددة لحماية
الأطفال على أرض الواقع‏.

وقد توسعت شراكة رئيسية بين مكتب الممثلة الخاصة وإدارة عمليات حفظ
السلام بشكل ‏ملحوظ في نطاق مسألة إدراج القضايا المتعلقة بالأطفال ضمن
عمليات حفظ السلام، بما في ‏ذلك إدراج قضايا حقوق الأطفال وحمايتهم في
التدريب الذي يتلقاه أفراد حفظ السلام، ‏ونشر
مستشاري حماية الطفل في بعثات
حفظ السلام.‏

كما تجري الممثلة الخاصة محادثات هامة لجنة بناء السلام بشأن
تسريح الأطفال واستراتيجيات تتعلق باحتياجات إعادة الإدماج في ‏الأجل الطويل
والتعليم وعمالة الشبان.‏

وتمثل الزيارات الميدانية التي تقوم
بها الممثلة الخاصة عنصرا رئيسيا باستراتيجية الدعوة التي ‏تقوم بها
الرامية إلى تسليط المزيد من الضوء على وضع وحقوق الأطفال المتضررين من
النزاع ‏المسلح. وفي السنوات الثلاث الماضية، قامت الممثلة الخاصة باثنتي
عشرة زيارة قطرية.

وإلى جانب الأمم المتحدة، بدأت المنظمات الإقليمية، مثل الاتحاد
الأفريقي والاتحاد الأوروبي، في تنفيذ الالتزامات التي قدمتها للأطفال في
سياق مبادراتها لحفظ السلام وصنع السلام وبناء السلام. وفي الشهور الأخيرة
اعتمد الاتحاد الأوروبي استراتيجية للتنفيذ العملي لمبادئ الاتحاد الأوروبي
التوجيهية بشأن الأطفال والصراع المسلح.

ومن المبادرات الهامة الأخرى على المستوى السياسي الالتزام الراسخ الذي
أعربت عنه 58 ‏دولة عضوا بالتقيد بالتزامات باريس وبالمبادئ ‏والمبادئ
التوجيهية بشأن حماية الأطفال المرتبطين بقوات أو بجماعات مسلحة، التي توفر
‏مبادئ توجيهية عن نزع سلاح مختلف فئات الأطفال المرتبطين بجماعات مسلحة
وتسريحهم ‏وإعادة إدماجهم.‏

ولا يسعنا أن نؤكد بما فيه الكفاية على أن الإجراءات على الصعيدين
الدولي والإقليمي يجب أن ترتكز ‏على الالتزام بالتصدي للإفلات من العقاب
على الصعيد الوطني. ويجب على الدول ‏الأعضاء، على سبيل الأولوية الأكثر
إلحاحا، كفالة أن تجري الإصلاحات المناسبة لتشريعاتها ‏الوطنية من أجل
حماية الأطفال.