2014/1/23 — حذرت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، في جلسة إحاطة بشأن الزيارة التي قامت بها إلى البلاد الشهر الماضي، مجلس الأمن، من أنه بوصول الأعمال الوحشية ضد الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مستويات غير مسبوقة حيث يتم تشويه وقتل وقطع رؤوس الشباب، ووسط انتشار العنف الجنسي، يتعين على المجتمع الدولي استخدام كل الأدوات المتاحة له لوقف الصراع.

وقالت “لقد لاحت هذه الأزمة في الأفق منذ أكثر من عام، لقد حان الوقت لمنع العنف المتصاعد. الخيار الوحيد اليوم هو رفع مستوى استجابتنا بإجراءات قوية وفورية وعاجلة”. وأضافت “نزح ما يقرب من نصف مليون طفل من جراء العنف في العام الماضي، ويرتبط حاليا ما قد يصل إلى 6،000 طفل بمختلف القوات والجماعات المسلحة، وفي الوقت الراهن تقع البلاد فريسة لدوامة من الانتقام، التي دمرت النسيج الاجتماعي وقوضت الثقة بين المجتمعات لأجيال قادمة”. يشار إلى أن إحاطتها هي الأحدث في سلسلة من التقارير القاتمة بشكل متزايد حول إفريقيا الوسطى، والتي وصفها الأمين العام بان كي مون قبل يومين بأنها “أزمة ذات أبعاد أسطورية”، وأعلن عن تشكيل لجنة دولية من ثلاثة أعضاء، بناء على طلب المجلس، للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها من قبل جميع الأطراف، والمساعدة على ضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة. وتضم اللجنة وزير الخارجية المكسيكي السابق خورخي كاستانيدا، والمحامية الموريتانية في حقوق الإنسان فاطمة مباي، وبرنارد آشو، وهو محام من الكاميرون ونائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا، الذي سيرأس اللجنة. وتشير التقديرات إلى مقتل الآف السكان، وحاجة 2.2 مليون نسمة، أي حوالي نصف السكان، إلى مساعدات إنسانية في الصراع الذي اندلع عندما شنت جماعة سيليكا المسلمة المتمردة هجمات في ديسمبر/كانون أول 2012، تطورت إلى أحداث طائفية على نحو متزايد حين تصدت لها الميليشيات المسيحية المعروفة باسم مكافحة بالاكا. وقالت السيدة زروقي “لقد شاهدت تحريض هذه المجتمعات من الذين فروا ولجأوا إلى محيط الكنائس والمساجد ضد بعضها البعض. إنهم يعيشون في خوف من التعرض للهجوم أو حتى من دفن موتاهم، لقد حرقت قرى بأكملها”. وأشارت إلى استهداف الأطفال مباشرة، حيث يتم تشويههم، وقتل وقطع رؤوسهم ليس فقط في بانغي العاصمة، ولكن أيضا في مدن المحافظات مثل بور، وبوسانغوا وبوزوم. وأضافت “خلال زيارتي، شاهدت شبابا مسلحين. لقد تم استقطابهم من قبل كلا الجانبين، وانقسموا على أسس دينية، وأصبحوا ضحايا ومرتكبي أعمال العنف الطائفية الجارية على حد سواء”. وأضافت قائلة “تعرضت المدارس والمستشفيات للهجوم والنهب، وواجه العاملون في المجال الطبي التهديدات مرارا وتم استهدافهم بوحشية في كل مكان في البلاد، مما جعل البنية التحتية الاجتماعية الهشة بالفعل والخدمات الأساسية في حالة فوضى كاملة”. وأكدت السيدة زروقي أن التعزيز المقترح لبعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى، ميسكا، واستمرار مشاركة القوات الفرنسية، وتعزيز مكتب الأمم المتحدة المتكامل لبناء السلام في البلاد، هو المفتاح لضمان رصد وحماية حقوق الإنسان.

المصدر: مركز أنباء الأمم المتحدة