عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الأطفال والصراعات المسلحة استمع خلالها إلى إفادة من عدد من كبار مسئولي الأمم المتحدة حول التقدم المحرز في مجال حماية الأطفال والتحديات الراهنة.

ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة استعرضت تقرير الأمين العام حول تلك القضية.

“إن الأحداث التي تتكشف في العراق أدت إلى زيادة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من كل أطراف الصراع. وقد هالني التجاهل التام الذي تبديه جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام تجاه الحياة البشرية، وتوسعها السريع داخل سوريا ومنها إلى العراق. إن الصور التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام للقتل العشوائي والوحشي للمدنيين بمن فيهم الأطفال يجعلنا غير قادرين على التعبير ويشعرنا بالفزع.”

وتطرقت زروقي إلى التقارير عن الانتهاكات المرتكبة من داعش مثل استهداف الأقليات، وتجنيد الأطفال واستخدامهم لتنفيذ تفجيرات انتحارية.

وقالت إنها تلقت تقارير أيضا تفيد باستخدام الأطفال من قبل ميليشيات موالية للحكومة العراقية في الحرب ضد جماعة داعش.

وتحدثت ليلى زروقي عن الآثار المروعة الناجمة عن الصراع في غزة.

وقالت إن أعداد الضحايا فاقت بكثير تلك المسجلة في أعمال التصعيد السابقة في أواخر عام 2008 وأوائل 2009، وفي عام 2012.

“أشعر بالجزع لأن أكثر من خمسمائة طفل فلسطيني قد قتل منذ بداية شهر يوليو، وأصيب أو شوه ما لا يقل عن ثلاثة آلاف ومائة وستة أطفال بيد القوات الإسرائيلية، أعمار ثلثي هذا العدد تقل عن الثانية عشرة، كما أصيب ثلث هذا العدد بإعاقات دائمة.”

وأضافت زروقي أن ضحايا الصراع ينتمون إلى الجانبين، معربة عن الأسف لمقتل طفل إسرائيلي وإصابة ستة آخرين منذ بداية يوليو نتيجة إطلاق صواريخ من حركة حماس.

وقالت إن الإطلاق العشوائي للصواريخ ضد المناطق المدنية أدى إلى إلحاق أضرار بثلاث مدارس في إسرائيل، مضيفة أن استخدام ثلاث مدارس خاوية تابعة للأونروا لتخزين أسلحة الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة أمر غير مقبول.

وشددت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة على ضرورة منع الإفلات من العقاب على مثل تلك الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى درجة جرائم الحرب.
“يتعين إجراء تحقيق شامل في أحداث غزة، ومحاسبة الجناة من جميع أطراف الصراع. ولا يمكنني أن أؤكد بما يكفي على الحاجة العاجلة للعمل على مسار تحقيق السلام الدائم.”

وأضافت زروقي أن وقف إطلاق النار هو إجراء مؤقت، مشددة على ضرورة أن يضع المجتمع الدولي كل ثقله خلف جهود معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

كما تطرقت ليلى زروقي إلى جماعة بوكو حرام في نيجيريا، وتوسيع نطاق عملياتها مشيرة إلى أن الجماعة أدرجت على قائمة الأطراف المسئولة عن قتل وتشويه الأطفال والهجمات على المدارس والمستشفيات.

وأكدت المسئولة الدولية، في ختام كلمتها، على ضرورة أن يضع مجلس الأمن الدولي الأطفال في قلب كل الأعمال التي يقوم بها، من اتفاقيات السلام إلى ولايات البعثات الدولية والمحاسبة عن الجرائم.

http://www.un.org/arabic/news/story.asp?NewsID=21698&