تونس العاصمة/نيويورك – قادة البلديات في ليبيا بصدد اتخاذ إجراءات لتحسين حماية الأطفال من آثار النـزاعات المسلحة.

في شباط/فبراير، وافق المجلس البلدي لمدينة الزنتان، التي تقع حوالي 130 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، وهي أحد أكبر المدن في المنطقة، على العمل مع اليونيسيف من أجل تيسير تسريح الأطفال دون سن الثامنة عشرة المشاركين في النـزاعات المسلحة وإنشاء مركز لإعادة الإدماج. وسيوفر المركز خدمات للأطفال والبالغين أيضا الذين شاركوا في النـزاعات عندما كانوا أطفالا.

ووصف عمدة مدينة الزنتان، مصطفى الباروني، المركز بأنه إسهام من المدينة ”في دعم المصالحة والاستقرار والسلام والأمن في البلد من أجل إقامة دولة العدالة والقانون والرفاه. وهي الدولة الحديثة التي نحلم بها جميعا“.

وأضاف أن ”الأجيال القادمة ينبغي أن ترث التنمية والازدهار“. ”وينبغي أن نترك لأطفالنا بيئة من الاستقرار والأمن بدلا من الكراهية والأحقاد“.

ورحب الدكتور غسان خليل، الممثل الخاص لليونيسيف في ليبيا، بالفرصة المتاحة للعمل مع البلدية وتعزيز حماية الأطفال.

وقال الدكتور خليل إن ”اليونيسيف مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتسريح جميع الأطفال وإعادة تأهيلهم وإدماجهم، ونحن نتطلع إلى العمل مع بلدية الزنتان وسائر البلديات المهتمة بتعزيز حقوق الطفل وحمايتهم“. وحث جميع الأطراف في ليبيا على إنهاء ومنع مشاركة الأطفال في النـزاعات المسلحة.

وشجع الدكتور خليل بلدية الزنتان على تطوير الخدمات المجتمعية وتقديم الدعم النفسي وخدمات الصحة العقلية للأطفال المرتبطين سابقا بالجماعات المسلحة. وشدَّد بالإضافة إلى ذلك على أهمية توفير الفرص التعليمية والمهنية لهؤلاء الأطفال لمساعدتهم على إيجاد مكانهم في مجتمعاتهم المحلية والانخراط بشكل إيجابي فيها.

وستدعم اليونيسيف المدينة من خلال توفير المساعدة والخبرة الفنية من أجل وضع خطة عمل شاملة لتسريح الأطفال المتضررين من النـزاعات المسلحة وإعادة إدماجهم.

 

وفي آذار/مارس، وجّهت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنـزاع المسلح، ليلى زروقي، كلمة للمشاركين في حلقة العمل التدريبية الأولية عن طريق التداول عن بعد. ورحبت بالمبادرة التي ستهيئ حيزا واقيا من أجل تسريح الأطفال الذين جندتهم واستخدمتهم جميع أطراف النـزاع.

واختتمت كلمتها قائلة ”لم يكن من السهل دائما، في السنوات القليلة الماضية، توفير الخدمات التي تشتد إليها حاجة الأطفال المتضررين من النـزاعات. وينبغي أن تحظى المبادرات مثل مبادرة مدينة الزنتان بدعم المجتمع الدولي وأن تكرر في جميع أنحاء البلد“.