بعد عامين على اختطاف أكثر من مئتي فتاة من شيبوك، شمال شرق نيجيريا، ذكّرت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، أن هذه العملية لم تكن المرة الأولى لعمليات الاختطاف التي تقوم بها تلك الجماعة، وأن ما حصل لهؤلاء الفتيات كان بمثابة الحدث الذي وجه أنظار العالم إلى ما يحدث في شمال نيجيريا.

وفي حوار مع إذاعة الأمم المتحدة، قالت زروقي إن الأمم المتحدة تعمل بكل جدية على وضع كل الوسائل اللازمة وبمساعدة الحكومة لتأهيل وإعادة إدماج الفتيات في المجتمع بعد تحريرهن من قبضة بوكو حرام، مؤكدة أنهن ضحايا ويجب أن يعاملن كضحايا.

التفاصيل في الحوار التالي مع السيدة ليلى زروقي الذي أجرته الزميلة بسمة البغال:

ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، بعد عامين على اختطاف أكثر من مئتي فتاة من شيبوك شمال شرق نيجيريا، ماذا فعلتم بهذا الصدد؟

ليلى زروقي: أولا أود أن أذكر بأن بنات شيبوك لم يكن الضحية الأولى لجماعة بوكو حرام. قبل عشرة أيام أو تسعة أيام قبل اختطاف البنات، قتل تسعة وخمسون طفلا داخل المدرسة من طرف هذه المجموعة. كثير من البنات والأطفال والأولاد والنساء قتلوا واختطفوا وهم في حوزة هذه المجموعة.

بنات شيبوك، كنّ الحدث الذي مكّن العالم من أن يعلم ما يحدث للأطفال في شمال نيجيريا. كانت فرصة لنا أن نستغل الاهتمام الدولي لنتمكن من أن تكون لدينا الآليات والوسائل في الميدان للعمل على إظهار ما يحدث. ما يحدث هو أن الكثير من البنات خرجن، والأغلبية مازلن موجودات. ما نقوم به هو توثيق ما يحدث في نيجيريا والتأكيد على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل السلطات العسكرية والحكومة لتفادي قتل الأطفال عندما يكون هناك مواجهات مع بوكو حرام، والعمل على إخراج الأطفال لأنهم ضحايا.

نذكر أيضا بأن من يوجد مع بوكو حرام هم تحت السن 18، وأغلبيتهم خطفوا مثل بنات شيبوك. فكل هذا يسمح بأن يتم وضع الآليات والوسائل والعمل على المساهمة في أن يتم إعادة الحرية وإعادة البنات إلى أهلهن. هو ليس بالشيء السهل ولكننا نعلم أنهن أحياء ويجب على الجميع أن نساهم في أن يعدن يوما ما إلى بيوتهم.

نعم، وهذا سؤالي التالي. لقد نشرت وسائل الإعلام فيديو للفتيات المختطفات. هل هناك خطة فعلية مع الحكومة من أجل فك أسر هؤلاء الفتيات؟

ليلى زروقي: عندما نرى أن بوكو حرام بعد سنتين من الاختطاف يظهر الصورة، -والصورة هي طبعا فرحة بالنسبة للأسر-، يعني أن البنات أحياء. ولكن في نفس الوقت هن موجودات في قبضة من حرمهن من بيوتهن ومن أهلهن ومن حريتهن. طبعا هي استراتيجية من المجموعة أولا لكي يقولوا للعالم إنه لم يتمكن من إخراج البنات وهي في نفس الوقت مساومة، وربما على ما يمكن أن يحصلوا عليه مقابل الإفراج عن البنات.

الشيء الصعب بالنسبة للحكومة ربما هو كيفية المواجهة، فلا يمكن أن يقوموا بعملية عسكرية لإخراج البنات، لأن ذلك قد يعرضهن للقتل في العملية. ربما هذا ما جعل صعوبة مداهمة الأماكن التي تكون الحكومة على علم بها. أنا طبعا لا أملك المعلومات الدقيقة إذا كان هناك إجراءات تتم بين أطراف الحكومة. أحسن وسيلة هي طبعا تمكين الناس من الانتصار على هذه المجموعة.

الأمم المتحدة: لكن لاتزال عمليات الاختطاف مستمرة كما قلت في تلك المنطقة. آلاف النساء و الفتيات في خطر من عمليات الإختطاف و العبودية الجنسية. هذه أرقام هائلة علاوة على تلك الصدمات والوصم الاجتماعي. ما تعليقك على هذا الأمر؟

ليلى زروقي: تم الإفراج عن المئات، يعني أن الحكومة تمكنت من ذلك. كانت جماعة بوكو حرام تحتل مناطق كاملة، اليوم هم في الغابة يقومون بإرسال بنات ليقومن بتفجيرات انتحارية. هذا يعني أن هناك انتصارا، كذلك تم الإفراج عن كثير من الناس الذين كانوا في قبضتهم. نحن نقول بالمقارنة مع الوضع في الماضي، هناك العديد من الإيجابيات التي حصلت في الأشهر الماضية مع الحكومة الجديدة.

الأمم المتحدة: ماهي التدابير التي اتخذتها الأمم المتحدة من أجل تأهيل هؤلاء الفتيات؟

ليلى زروقي: نحن نعمل بكل جدية على وضع كل الوسائل اللازمة لمساعدة الحكومة. نعمل على أن كل من يخرج من بوكو حرام هو ضحية، – وسواء رجعت هؤلاء البنات حوامل أو مع أطفال- يجب أن يفهم الجميع بأنهن أبرياء، بأنهن ضحايا، ضحايا عجزنا عن حمايتهن من الاختطاف. يجب أن يكون هناك برامج لا تهتم فقط بالبنات ولكن تهتم بالمجتمع.

في الذكرى الثانية لاختطاف فتيات شيبوك، ليلى زروقي تسلط الضوء على ما يحصل في شمال شرق نيجيريا