أعربت ليلى زروقي الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح عن امتنانها لما قام به مكتبها في العمل من أجل الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة وحمايتهم بالتعاون مع المجتمع الدولي على مدى عشرين عاما.

جاء ذلك في حوار مع موقع (أخبار الأمم المتحدة)، بمناسبة انعقاد فعالية في مقر الأمم المتحدة اليوم، إحياء لذكرى مرور عشرين عاما على إنشاء ولاية الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح.

وكانت الجمعية العامة قد أنشأت في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر 1996ولاية تكرس فيها جهود حماية الأطفال المتأثرين بالصراعات بشكل أفضل، حيث أوصى القرار بتعيين ممثل خاص يعنى بأثر النزاع المسلح على الأطفال وأن يكفل توفير الدعم اللازم للممثل الخاص من أجل الاضطلاع بولايته بصورة فعالة.

وقالت زروقي “إذا أردنا أن نقيّم هذه الولاية، فنحن نقيمها بمدى اهتمام ومدى علم الجميع بما يحدث للأطفال في النزاعات المسلحة. أعتقد أن أحدا لا يستطيع أن يدعي أنه لا يعلم ما يصيب الأطفال في النزاعات المسلحة، مثل التجنيد والقتل والتشويه والاعتداء على المدارس والمستشفيات ومنع وصول الإغاثة، كل هذا واضح في كل النزاعات التي نتكلم عنها. ولم يكن هذا دائما موجودا بل وجد لأن الفرصة قد أعطيت لنا لنكون الصوت الذي يوصل آلام وأحزان الأطفال في العالم مع كل من يعملون معنا في الميدان، سواء في الدول التي تعاني من الصراع المسلح أو الأماكن التي نقوم فيها بإعلاء صوت الأطفال.
الأمر الهام الذي حققناه خلال عشرين عاما، هو العمل مع كل من وضع يده معنا وفتح لنا المجال، بفضل قرار الجمعية العامة والآليات التي وضعها مجلس الأمن وتجاوب المجتمع المدني معنا وحتى الأطراف المتصارعة. لقد وجدنا بعد عشرين عاما أن هناك 115 ألف طفل تم إخراجهم وتسريحهم من الجماعات والجيوش التي كانت تستخدمهم، ونحن نتحدث عن العدد الذي تحققنا منه.”

وأضافت الممثلة الخاصة “كل المبادرات التي اتخذت تهدف لوضع حد للانتهاكات التي تخص الأطفال، كما وضعنا دولا على قائمة الأمين العام لارتكابها واحدة من خمس جرائم تتعلق بالانتهاكات ضد الأطفال، كما لدينا 27 خطة عمل لوضع حد للانتهاكات، وتم توقيع هذه الخطط وتنفيذ عدد كبير منها بمساعدة اليونيسف والأطراف الأخرى. لقد حققنا نتائج تسمح لنا بالقول لكل من يعتدي على الأطفال إن هذا شيء غير مقبول سواء من المجتمع الدولي أو المجتمع المحلي.”

وردا على سؤال حول التحديات الماثلة أمام تنفيذ ولاية المكتب والعمل من أجل الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح، قالت زروقي “أعتقد أن أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، هو العدد الهائل من الصراعات وتعقيدها، حيث هناك صراعات طويلة الأمد فشلنا في حلها وهناك صراعات جديدة ومنها التي تطال عددا كبيرا من الأشخاص وتحدث في المناطق الآهلة بالسكان. كما توجد صراعات امتدت إلى عدة مناطق ودول وهناك تحالفات تحارب في دولة أو أكثر من دولة وغيرها. الأطفال يعانون ليس فقط لأنهم موجودون في بؤر الصراع ولكن لاستخدامهم كهدف ووسيلة ونتيجة، حيث يقتلون ويتم استخدامهم لارتكاب الفظائع وغير ذلك.”

وأضافت أن “التحدي يكمن عندما لا تود الأطراف المتصارعة التجاوب ولا التفاوض، وعلى الرغم من أن الخطر كبير فإن كثيرا من الناس يهتمون بإيجاد الحلول . وهناك تحديات التمويل، حيث إن العدد الهائل الذين فروا من الصراع مع أهلهم أو بدونهم يحرمون من الدراسة وهناك إشكالية صعوبة إدماجهم في المجتمعات، كل هذا يؤدي إلى صعوبة التكفل بكل تلك المسؤوليات بسبب نقص التمويل والبرامج التي تستوعب العدد الكبير من الأطفال.
كل هذه التحديات يجب مواجهتها لعدم وجود بديل، فالأطفال هم مستقبل الأمة ويجب أن نستمر في العمل.”

This article was edited from a news item originally published by the UN News Centre.